الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: تعليق مختصر على كتاب لمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد **
الشفاعة لغة: جعل الوتر شفعًا. واصطلاحًا: التوسط للغير بجلب منفعة، أو دفع مضرة. والشفاعة يوم القيامة نوعان: خاصة بالنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، وعامة له ولغيره. فالخاصة به ـ صلى الله عليه وسلم ـ شفاعته العظمى في أهل الموقف عند الله ليقضي بينهم حين يلحقهم من الكرب والغم ما لا يطيقون، فيذهبون إلى آدم، فنوح، فإبراهيم، فموسى، فعيسى، وكلهم يعتذرون إلا النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، فيشفع فيهم إلى الله فيأتي سبحانه وتعالى للقضاء بين عباده. وقد ذكرت هذه الصفة في حديث الصور المشهور لكن سنده ضعيف متكلم فيه وحذفت من الأحاديث الصحيحة فاقتصر منها على ذكر الشفاعة في أهل الكبائر. قال ابن كثير وشارح الطحاوية: وكان مقصود السلف من الاقتصار على الشفاعة في أهل الكبائر هو الرد على الخوارج ومن تابعهم من المعتزلة. وهذه الشفاعة لا ينكرها المعتزلة والخوارج، ويشترط فيها إذن الله؛ لقوله تعالى: النوع الثاني العامة: وهي الشفاعة فيمن دخل النار من المؤمنين أهل الكبائر أن يخرجوا منها بعدما احترقوا وصاروا فحمًا وحميمًا؛ لحديث أبي سعيد قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : قال ابن كثير في النهاية (ص204 ج2): وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجها من هذا الوجه. وهذه الشفاعة تكون للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وغيره من الأنبياء، والملائكة، والمؤمنين؛ لحديث أبي سعيد عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، وفيه: وهذه الشفاعة ينكرها المعتزلة والخوارج بناء على مذهبهم أن فاعل الكبيرة مخلد في النار فلا تنفعه الشفاعة. ونرد عليهم بما يأتي: 1- أن ذلك مخالف للمتواتر من الأحاديث عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ . 2- أنه مخالف لإجماع السلف. ويشترط لهذه الشفاعة شرطان: الأول: إذن الله في الشفاعة؛ لقوله تعالى: الثاني: رضا الله عن الشافع والمشفوع له؛ لقوله تعالى: وأما شفاعة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لعمه أبي طالب حتى كان في ضحضاح من نار وعليه نعلان يغلي منهما دماغه، وإنه لأهون أهل النار عذابًا، قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (الحساب)
الحساب لغة: العدد. وشرعًا: إطلاع الله عباده على أعمالهم. وهو ثابت بالكتاب، والسنة، وإجماع المسلمين. قال الله تعالى: وأجمع المسلمون على ثبوت الحساب يوم القيامة. وصفه الحساب للمؤمن: أن الله يخلو به فيقرره بذنوبه، حتى إذا رأى أنه قد هلك. قال الله له: سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم فيعطى كتاب حسناته. وأما الكفار والمنافقون فينادى بهم على رؤوس الخلائق: هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين. متفق عليه من حديث ابن عمر [رواه البخاري، كتاب المظالم (2441)، ومسلم، كتاب التوبة (2768).]. والحساب عام لجميع الناس إلا من استثناهم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، وهم سبعون ألفًا من هذه الأمة منهم عكاشة بن محصن يدخلون الجنة بلا حساب ولا عذاب[رواه البخاري، كتاب الطب (5704)، ومسلم، كتاب الإيمان (220).]. متفق عليه. وروى أحمد من حديث ثوبان مرفوعًا أن مع كل واحد سبعين ألفا [رواه أحمد بلفظ: وأول من يحاسب هذه الأمة؛ لقول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : وأول ما يحاسب عليه العبد من حقوق الله الصلاة؛ لقول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ :
|